رسالة من محبوب إلى حبيبه

بسم الله الرحمن الرحيم


والحمد لله المعز المذل القائل في كتابه :


{أَمْ
حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ
الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء
وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب }


والصلاة وأتم التسليم على حبيب القلوب معلم البشرية القائل : إن الله إذا أحب عبدٍ إبتلاه ، وعلى آله ومن والاه وبعد:



على ماذا أذرف الدموع يا أخي على الأسر الذي لاق حتفك أم على فراقك الذي أدمى قلبي .....



أم على الود الذي كان بيننا ، أم على الضحك الذي أمضى بؤوسا في ختامه ......



أسرت يا حبيب قلبي وما أسر معك سوى فؤادي ، فالفؤاد بلاك كالنهر الذي به ماء لا يجري ......



أسروك ما علموا أنا قلوبنا تزداد عليهم غضبا بعد غضبا ، والدماء في الشرايين تغلي .......



وكنت تكتب إن الذي لا يصيبه شيء في يومه فاليعلم انه على طريق خاطئ.....



فنعم الصديق الذي عرفته ، وتعسا لفراق الأحبه ....



أسرت فرتعش جسدي ، وجعل القلب يخفق في سُرْعانِي ، للخبر الذي أتاني........



ماذا أقول ماذا أكتب ...



فلقد قالت العين ، وكتب القلب ، وصدق جسدي .......



قالت العين : آه لم أعد أرى ذاك الحبيب الذي ملئت بالنظر إليه ، ولم أعد أرى أحدا يجمِّلوني سواه .....


فلماذا أخذوك من جوفي ، كي يحرموني من النظر إليك .......



وقال قلبي : آه لم أعد أشعر بالحبيب ولا بالصديق ، فبعدا لمن باعدك عني ومن عاملهم في البلاغ عنك ....



فأما
جسدي فقال : ويح هؤلاء الخبثاء أين يأخذون نصف جسدي ، ألا يكون في قلوبهم
رحمة على نصف جسدي الثاني ، لقد أخذوا نصفي الثاني وباعدوك فبعدا لهم ،
وبعداً لكل من عاونهم ، وبؤساً وتعساً لهم .......



يا أخي حرموني منك وحرموا فؤادي وعيوني ، حرمهم الله من الجنة وأذاقهم الله ذلاً على يدي .........


منقول

أخوكم في الله


صاحب السيف المعوج