منتديات أمل المسلمة النسائية
منتديات أمل المسلمة النسائية تُرحب بكِ أجمل ترحيب و تتمنى لكِ وقتا سعيدا بالحب كما يحبه الله ويرضاه
أهلا و سهلا بكِ لباقة زهورنا الفواحة أملين أن تسعدي بيننا ونسعد بكْ

أختي الحبيبة كل التراحيب و التحيات لا تعبر عن مدى سرورنا ، هاهي أيدينا نمدها إليكِ

أسعد و أطيب الأوقات تقيضها بيننا

تقبلي منا أعذب و أرق تحياتي


شكرا

إدارة المنتدي
منتديات أمل المسلمة النسائية
منتديات أمل المسلمة النسائية تُرحب بكِ أجمل ترحيب و تتمنى لكِ وقتا سعيدا بالحب كما يحبه الله ويرضاه
أهلا و سهلا بكِ لباقة زهورنا الفواحة أملين أن تسعدي بيننا ونسعد بكْ

أختي الحبيبة كل التراحيب و التحيات لا تعبر عن مدى سرورنا ، هاهي أيدينا نمدها إليكِ

أسعد و أطيب الأوقات تقيضها بيننا

تقبلي منا أعذب و أرق تحياتي


شكرا

إدارة المنتدي
منتديات أمل المسلمة النسائية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


~|[ منتدي نسائي يخص المرأة المسلمة و يقوم على منهج أهل القرأن و السنة ]|~
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زينة التلاوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمل المسلمة
المديرة
المديرة
أمل المسلمة


عدد المساهمات : 924
تاريخ التسجيل : 28/10/2011

زينة التلاوة Empty
مُساهمةموضوع: زينة التلاوة   زينة التلاوة Icon_minitimeالخميس أغسطس 09, 2012 2:35 pm

زينة التلاوة



مدخل:



العالم الجميل:



نحن هنا..

على مشارف عالم الصوتِ الحسن...

عالم: علم التجويد..

عالمٌ وُجِد مع القرآن الكريم، واحتفى به، وترعرع على آياته!

فإذا اعتنيتُم بهذا العالَم.. صَفتْ لكم تلاوة الذكر..وتوصَّلتم به إلى الإتقان.. إلى مصاف السفرة الكرام..



يمكنكم فهم المعادلة الخالدة:

الاعتناء بالتجويد= الاعتناء بالقرآن



************



خُدّامكم.. إنا:

شرفٌ لنا خدمة كتاب الله- عز وجل-..

أترى كيف تسابق علماء الإسلام لهذا المنصب العظيم؟!

لقد أبحروا في روايات النبي- صلى الله عليه وسلم- المنقولة تواتراً.. واستخرجوا منها قواعدَ علميّةً تُنظِّم لنا الكيفية التي نزل بها الكتاب العزيز..

من هاهنا كانت نشأة هذا العالم الجليل..

عالم التجويد..



************

عالمٌ من علياء:2

الاهتمام والعناية..

هو ما وجدهما هذا العلم من الأمة!

لأنه ذو مكانةٍ عليّة..

أوَليس به تُصحَّح القراءة؟!

تصحَّح المخارج والصفات؟!

تُعرف مواضع الوقف والابتداء الصحيح؟!

إنه عالم تلاوة القرآن الكريم!



***********

· المبادئ العشرة:



هلموا بنا إلى ساحاته..

بدايةً بمبادئه العشرة؛ لنتعرَّف بها على ملامحه النقية..

وحدوده العليَّة..



************



1- حدود العالم:3

ما فوق القراءة فهو ليس بقراءة!

وحدود عالمنا قد أُنزلتْ على النبي- صلى الله عليه وسلم-، فلا تُجاوزها!

ولأن عالمنا عالمٌ من الأصوات، فحدوده أن تخرج هذه الأصوات كما أنزلتْ..

قال عليه الصلاة والسلام:" اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فأنة سيجىء أقوام من بعدى يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم"



إذن..

ما هو عالم التجويد؟

v يُفاجئنا التجويد في اللغة، بأنه التحسين والإتقان!

وهكذا كل شريعتنا.. جمالٌ في جمال!



v في اصطلاح هذا العالم: نتعرَّف على أصول تحسين الأصوات..

حين يرد السؤال: كيف نُخرج أصواتنا بحروف القرآن بصورةٍ حسنةٍ متقنة؟

يأتي الجواب: حين نعطي الحروف حقوقها ومستحقاتها، من غير تكلُّفٍ ولا تعسُّف...

بهذا نكون قد عرفنا عالم علم التجويد!



***********



ولكل عالمٍ حقوقه، والحقوق في هذا العالم:

وطنٌ للحرف يُسمَّى مخرجاً، فلكلِّ حرفٍ مخرجٌ لا بد منه؛ ليظهر بصورته الصحيحة..

وملامحٌ لهذه الأحرف، تُسمى الصفات اللازمة التي لابد منها لتحقيق ذات الحرف..

فبالوطن والملامح نعرف هويّة الحرف ونميُّزه عن غيره!

والمستحقات في هذا العالم:

هي ما يشبه ردود الأفعال، وحقوق اللقاء.. تعرض للحرف حين التقائه بحرفٍ آخر، أو حين تحرُّكه بحركةٍ معينة، أو حال سكونه عن الحركة!

فهي صفاتٌ عارضةٌ تظهر في الحرف حيناً، وتفارقه حيناً..

وبهذه الصفات يتضح لنا تناغم الأحرف سوياً في هذا العالم الصوتيّ، كما يتفاعل البشر مع بعضهم في عالمنا الدنيويّ!



*************



ظلم الحروف:

حين تُخرج الحرف من غير مخرجه فقد سلبته هويَّته!

وحين تنزع عنه صفاته اللازمة، فقد شوَّهتَ ملامحه!

وحين لا تؤدِّي له صفاته العارضة فقد سرقته زينته، وسلبته إيجابيَّته!

أنتَ إذن ظالمٌ مفرِّط!!!

حين تُبالغ.. تُقعِّر.. تتشدَّق.. تتكلَّف.. فقد حمَّلتَ الحروف فوق طاقتها!

أنتَ إذن مُفرطٌ متعسِّف!

اعتدل بالحرف.. فديننا دين الوسطية!



************



2- اسم هذا العالم الجميل:

أسماؤه:

علم التجويد... فنُّ الترتيل... حقُّ التلاوة..

بكل بساطةٍ.. هو عالمٌ من جمالٍ وذوقٍ وإتقانٍ ومسؤولية!



************



3- كيف استدللنا على عالم التجويد؟4

الله- عز وجل- أشار إليه في القرآن الكريم بقوله سبحانه:" ورتِّلِ القرآن ترتيلا"

والرسول- صلى الله عليه وسلم- عَرَف أصول هذا العالم/ العلم وكيفياته فقام بها، ولقَّنها أصحابه- رضوان الله عليهم-، فعلَّموها من بعدهم حتى وصل إلينا بالسند المتواتر!



****************



4- ماذا يدور في عالم التجويد من أحداث؟5

هاهنا قضايا توصلنا إلى معرفة أدق أجزائه وأحكامه.... لنستطيع الانسجام مع هذا العالم، وقراءته قراءةً صحيحة!



***************



5- ما الذي يخدمه عالم التجويد؟6

عالم التجويد يخدم الكلمات القرآنية، فكيانه يقوم على القراءة الصحيحة لها!



**************



6- كيف يخدم الكلمة القرآنية؟7

يخدمها بثلاث:

1- هو يعلِّمنا كيف نُخرج الحروف من مواضعها الصحيحة.

2- ويعلِّمنا النطق الصحيح للآيات القرآنية.

3- ويعلِّمنا الوقوف الصحيح على الكلمات القرآنية.



**************



7- حكمه:

أن تزور هذا العالم( علم التجويد) وتتعرَّف إلى كل زواياه وقوانينه وقواعده فرض كفاية... بمعرفتك لكافة هذه الأمور تكون قد حصَّلتَ أو بدأتَ بتحصيل التجويد العلمي النظريّ... ينبغي أن تعلم أن هذا العلم كسائر العلوم الشرعية لا تتوقف صحة العبادة على معرفتها..

غير أن إثباتكَ للتجويد العملي في تلاوة القرآن الكريم، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً هو فرض عينٍ عليك، وعلى كل مسلمٍ ومسلمة..



لنعد إلى أصول شريعتنا.. فثمّ الدليل على هذا الحكم:

أما الكتاب:

فقوله تعالى: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } أي: جوده تجويدا، وقد جاء عن علي - رضى الله عنه - في قوله تعالى: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } أنه قال: "الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف".

أترى هذا المصدر( ترتيلا)؟.. أترى كيف جيءَ به تأكيداً لهذا الأمر واهتماما به وتعظيما لشأنه؟

وأما السنة:
فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل، ولقنهم إياه مجوداً مرتلاً، ووصل إلينا –أيضا- بهذه الكيفية المخصوصة.
وقد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة تدل على وجوب تجويد القرآن، فقد روى عن ابن مسعود عن علي -رضى الله عنهما- قال: " إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما عُلِّم" .
وأما الإجماع:

فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى زماننا، ولم يختلف فيه عن أحد منهم، وهذا من أقوى الحجج.



فكيف إذا شقَّ التجويد العمليُّ على اللسان؟

فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها
بل قد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران "

فاهنأ أيها المتعبُ نفسه في ثنايا هذا العالم.. حين تبذل أقصى الجهود لإتقان التجويد، ثُم لا تجد مناك.. فإن لكَ أجران..

وطوبى لكَ أيها المهتمّ البارع... حين كدحتَ وكدحتَ حتى وصلتَ إلى الإتقان، فإنكَ إذن مع السفرة الكرام البررة!



********************



8- واضع علم التجويد:

التجويد وحيٌ من عند الله تعالى، تلقاه محمد- صلى الله عليه وسلم- عن جبريل عليه السلام في ثنايا التلاوة...

وأما أول من أبرز لنا التجويد كعالمٍ جميل/ كعلمٍ مستقلٍ ذو قواعد... فقيل: إنه أبو الأسود الدؤلي، وقيل: أبو القاسم عبيد بن سلام، وقيل: الخليل بن أحمد الفراهيدي.. وقيل غيرهم..

ولعل الأصوب- كما سيسفر عنه البحث في نشأته- هو الإمام( أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي) ( ت 325)هـ .

والمهمّ الآن أن تعلم أن من نال هذا الشرف قد حذق ما تلقاه بالسند المتواتر الموصول إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم-... فنظم لنا تذاكر الدخول إلى صلب هذا العالم وفِهم كيانه ومسائله الدقيقة!

فحين نبدأ بالدخول إلى هذا العالم، نكون قد اغترفنا من علم التجويد النظري( علم الدراية).

وحين نتلو القرآن الكريم، فنعمد وجوباً إلى تجويده، نكون قد طبقنا علم التجويد العملي( علم الرواية).



********************



9- السند والنسبة:

السند بالنسبة لأي علمٍ من العلوم.. كالتاريخ بالنسبة لأي عالم أو دولة..

أصل علم التجويد النظري، هو التجويد العملي المصاحب لتلاوة القرآن الكريم.. فالسند إذن متواترٌ بتواتر القرآن..محفوظٌ بحفظه..موصولٌ إلى حيث يصل..

يمكننا الاطمئنان والثقة بكيان عالمنا المتين!

فلنحمد الله تعالى على ذلك!



أما النسبة فهي نسبته إلى العلوم الأخرى/ العوالم الأخرى..

نسبة علم التجويد بقسميه هي التباين والاختلاف..

يمكنك أن تدرك أن كل العلوم تستطيع فيها الاطلاع من الكتب وحدك، والتجربة العملية بنفسك.. إلا أن علم التجويد علمٌ مختلف.. يجب فيه أن تجلس إلى معلمٍ يلقنك النطق تلقيناً/ مشافهةً..

تعلم إذن أن علم التجويد النظري، لا يستغني عن علم التجويد العمليّ أبداً!

وأن التطبيق العمليّ للتجويد لا يتم بالهوى، ولا بالتجربة.. بل.. بالتلقي!

لكنك ستجد عالماً مشابهاً لهذا العالم في ضرورة التلقي..

إنه علم القراءات..



***********************



10- نشأة علم التجويد:

وجود التجويد كان متزامناً مع نزول القرآن.. لكن ماذا عن عالم التجويد؟ ماذا عن كِيانه المستقلّ؟ متى كان ذلك؟

دعونا إذن نتتبَّع تاريخ هذا العالم الجميل..

**********

نبحث عن هذا التاريخ.. بل ننبشه!

فكتب علم التجويد القديمة تكاد تكون مجهولةً لدى معظم المشتغلين بدراسة علوم القرآن عامةً وعلم التجويد خاصة!

ولا يزال معظم تلك الكتب مخطوطاً بعيداً عن متناول أيدي الباحثين..

************

من شهد عصر الخليل وتلميذه سيبويه.. يجد أن علماء اللغة قد أشاروا إلى علم التجويد إشاراتٍ خاطفة، فنكاد نلمسه في كتبهم صغيراً كبابٍ من أبوابها أو في مقدماتها... نراه في كتاب الخليل بن أحمد(ت170)هـ( العين) يُطل من خلال مقدمة الكتاب، يُلفت النظر إلى مخارج الحروف وصفاتها، وهل يقوم التجويد إلا على المخارج والصفات؟

وكذلك.. فقد حظيَ التجويد بمكانٍ في كتاب سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان(ت180)هـ (الكتاب) في باب الإدغام..

تتابع بعد ذلك عدد من أهل اللغة في الحديث عن هذا العالم.. كانوا يُهيبون بالناس أن يتعلموا أصول النطق الصحيح للغة القرآن، ويربؤون بهم أن يلحنوا فيها!

فهاهو أبو العباس محمد بن يزيد المبرد(ت285)هـ يستضيف عالمنا في كتابه(المقتضب) في أبواب الإدغام، وكذلك أبو بكر بن محمد بن الحسن المبرد(ت321)هـ في مقدمة( جمهرة اللغة)..

وها هو الزجَّاجي أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق(ت337)هـ يجعله مسكَ ختام كتاب(الجمل) وفي باب الإدغام أيضاً..

ثم الأزهري أبو منصور محمد بن أحمد(ت370)هـ في مقدمة( تهذيب اللغة)..

وأخيراً ابن جني(ت392)هـ في( سر صناعة الإعراب)..



هكذا كان التجويد.. عالمٌ خفيُّ الملامح، أضاء أهل اللغة بعضاً منه حتى أواخر القرن الرابع الهجري..

************

هاهنا عالمان متقاربان متداخلان.. يجمعهما البحث في ألفاظ القرآن الكريم، ويفرقهما موضوع البحث، ومنهجيته..

علم التجويد، وعلم القراءات..!

نشأة علم القراءات كعلمٍ مستقلٍّ مدوَّن كانت قديمة، وإن كانت كتبه القديمة التي ترجع إلى القرنين الثاني والثالث لم تصل إلينا، فإن أقدم أثرٍ حظينا به، كان كتاب( السبعة في القراءات) لأبي بكر بن مجاهد البغدادي(ت324)هـ... ونجده الآن بتحقيق د/ شوقي ضيف، والذي ذكر أن السابقين في التصنيف في هذا العالم هم أبو عبيد القاسم بن سلام(ت224)هـ.. وشيخ ابن مجاهد أبو عبيد القاضي البغدادي(ت283)هـ، وابن جرير الطبري(ت310)هـ..

وإذا تجوَّلنا في كتاب( السبعة) وجدنا في ظلاله ملاحظاتٍ متناثرة- ليس أكثر- تعالج موضوع الأصوات العربية.. وهل يُعالج التجويد إلا هذه الأصوات؟

لا..هو التجويد عالم الصوت المنطوقِ به القرآنَ الكريم.. فمتى رأينا هذا العالم لأول مرة مستقلاً سامق الشجر، وارف الظل، طيب الجنى؟!!

************

حين اقترب القرن الثالث الهجري من الأفول، وسطع بعده القرن الرابع، نشط علماءٌ في البحث عن هذا العالم، وسُقيا غراسه، لتبدو باسقةً، وتؤتي أكلها؛ ليحظى الناس بجمالها وجناها..فكان الإمام( أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي) ( ت 325 هـ ) أول من بدأ بخطة استقلالية هذا العالم/ العلم... افتتحها بمنظومته( منظومة الخاقاني)، والتي مطلعها:

أقُولُ مَقَالًا مُعْجَباُ ِلُأولِي الحِجْرِ *** ولا فَخْرَ إنَّ الفَخْرَ يَدْعُو إلى الكِبْرِ

ويقول فيها : فَمَا كُلُّ مَنْ يَتْلُو الكِتَابَ يُقِيمُهُ *** وما كُلُّ مَنْ في الناسِ يُقْرِئُهُمْ مُقْرِي
ويقول : زِنِ الحرفَ لا تُخْرِجْهُ عنْ حدِّ وَزْنِهِ *** فَوَزْنُ حُروفِ الِّذْكِر مِنْ أفْضَلِ البِرَّ
وعدد أبياتها واحد وخمسون بيتاً.. ذكر فيها الإمام بعض القوانين التي نظَّمت عالم علم التجويد فيما بعد! وكان لهذه القصيدة أثر واضحٌ في جهود اللاحقين في علم التجويد، فهم بين مقتبسٍ منها مستشهدٍ بأبياتها، وبين معارضٍ لها، أو شارحٍ لمعانيها!



إذن لم يُكتشف هذا العالم الجميل بقوانينه المنتظمة وبمعنى: ( العلم الذي يُعنى بدراسة مخارج الحروف وصفاتها وما ينشأ لها من أحكام عند تركيبها في الكلام المنطوق) قبل القرن الرابع.. لقد تأخر في الظهور علماً مستقلاً بالنسبة إلى كثيرٍ من علوم القرآن وعلوم العربية أكثر من قرنين من الزمان!


ومع أن القصيدة الخاقانية هي أول مصنف مستقل ظهر في علم التجويد إلا أن أبا مزاحم لم يستخدم فيها كلمة ( التجويد ) ولا أيا من الألفاظ الأخرى التي تشاركها في المادة اللغوية، واستخدم كلمة ( الحُسْن ) وما اشْتُقَّ من مادتها . فقد قال في صدر البيت الخامس :
أيا قارِئَ القرآنِ أحْسِنْ أداءَهُ
وقال في صدر البيت السابع عشر : فقد قلتُ في حُسْنِ الأداءِ قَصيدةً
يدلنا ذلك إلى نتيجةٍ واحدة:

لفظ التجويد لم يكن مشهوراً في تسمية هذا العالم!

لم يكن مشهوراً.. لكنه كان موجوداً، فقد استخدمه معاصر الإمامِ الخاقاني الإمامُ ابن مجاهد( ت 324 هـ ) مؤلف كتاب ( السبعة في القراءات )، فقد قال الداني ( ت 444 هـ ) : " حدثني الحسين بن شاكر السمسار، قال : حدثنا أحمد بن نصر، قال : سمعت ابن مجاهد يقول : اللحْنُ في القرآن لُحْنان : جَلِيٌّ وخفيٌّ . فالجلي ُّ لحنُ الأعراب ِ، والخفيُّ ترْكُ إعطاء الحرفِ حقُّه من تجويدِ لفظه "

ونقل أحمد بن أبي عمر ( ت بعد 500 هـ ) الرواية على هذا النحو : " ... والخفي ترك إعطاء الحروف حقها من تجويد لفظها , بلا زيادة فيها ولا نقصان " .
كان الإمام ابن مجاهدٍ أول من أضاف إلى هذا العالم اسم( التجويد)..

*************

في عصر النبوة.. كان استخدام هذا العالم/ العلم تحت مسمَّياتٍ شتى.. فتارةً هو الترتيل أو التحبير، وتارةً هو التحسين أو التزيين.. يصفون بها قراءةً مستوفيةً لصفات النطق العربيّ الفصيح، جامعةً إلى ذلك حسن الصوت والعناية بالأداء..

في كلام الله- تعالى- لم يرد سوى كلمة( الترتيل)..

وتروي بعض المصادر المتأخرة أن الصحابي الجليل- عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال:" جوِّدوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات" ، غير أن كلمته في المصادر لقديمة كانت تُنقل على أنها( جرِّدوا) بالراء بدل الجيم، وإسناد المصادر المتأخرة ينتهي إلى إسناد المصادر القديمة..إن علمنا ذلك، بدا لنا أنه- رضي الله عنه- يقصد تجريد القرآن من الزيادات المتمثلة في الخموس والعشور وأسماء السور، وغيرها..

وما استخدم لبعض معاني تجويد القرآن إلا لفظي( الزينة والحسن)..

وأما معنى التجويد في عصر النبوة والعصور الأولى، فكان يرجع إلى المعنى اللغوي، كمصدرٍ لجوَّدتُ الشيء، وحين يُقال: جيِّدٌ نقيض الرديء!

ولم تُستخدم كلمة تجويدٍ لوصف القراءة عندهم على قدر علمنا!



إذن أول من ضبط قوانين علم التجويد هو الإمام الخاقانيّ، وأول من سماه تجويداً هو الإمام ابن مجاهد.. رحمهما الله تعالى.. في وقتٍ واحد تقريباً وبفضل الله تعالى اجتمع للعالم الجميل صورته.. واسمه!

*************

كانت هذه البداية.. جذوةٌ اشتعلت وكادت تنطفئ.. إذ لم يشتهر التصنيف في هذا العلم بعد منظومة الخاقانيّ..

وشاء الله تعالى ألا يموت هذا العالم/العلم النظريّ- فالعلم التطبيقي محفوظٌ بحفظ القرآن-.. فبعد نحو قرنٍ من الزمان، انبرى الإمام أبو الحسن علي بن جعفر السعيدي(ت410 هـ) ، وألف كتابه( التنبيه على اللحن الجليّ واللحن الخفيّ)، فاستخدم ذات المسمى لذات العِلم وقال:" سألتني..أن أُصنِّف لك نُبذاً من تجويد اللفظ بالقرآن"

وقال في موضعٍ آخر:" ويؤمر القارئ بتجويد الضاد من( الضالين) وغيرها"

فكانت هذه الشرارة التي التقطها الناس.. وغدا استعمال اسم التجويد- بعد ذلك- شائعاً على نطاقٍ واسع!

************

يطل علينا القرن الخامس الهجري..حيث تتابع المؤلفات في علم التجويد؛ لتشبع حاجاتنا إلى أفياء هذا العالم!

بفضل الله- تعالى- تحتضن الأندلس كتابين كبيرين في علم التجويد، هما( الرعاية) للإمام مكي بن أبي طالب(ت 437)هـ، و( التحديد) للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني(ت 444)هـ...

ثم وبفترةٍ لا تتجاوز هذا القرن، يظهر كتاب( الموضح) للشيخ عبد الوهاب القرطبي(ت461)..

ومن هنا بدأت شمس هذا العالم بالسطوع!

**************

ملخص:

إن نشأة علم التجويد ترتبط بقصيدة أبي مزاحم الخاقاني , وإن مؤلفاته الأولى تتمثل في كتاب( الرعاية) لمكي , وكتاب ( التحديد ) للداني وكذلك كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي , ثم تتوالى المؤلفات بعد ذلك متواصلة حتى عصرنا الحاضر.

**************

نُمعن النظر، وندقِّق..

نجد أن علماء التجويد- ربما ابتداءً من الخاقانيّ، وحتى استقامت أصول هذا العلم- قد استخلصوا المادة الصوتية المبثوثة في مؤلفات النحويين واللغويين وعلماء القراءة، وصاغوا منها هذا العالم الجديد، الذي حظي باسم( علم التجويد)، وواصلوا أبحاثهم الصوتية استناداً إلى تلك المادة، وأضافوا إليها خلاصة جهدهم حتى استقرّ هذا العلم في منزلةٍ عاليةٍ من السموق في دراسة الأصوات اللغوية!

حين ندقق النظر أكثر، نجزم أن عمل علماء التجويد كان مميزاً رغم اعتماده على جهودٍ سابقة..

ونستطيع أن ندرك أن علماء اللغة قد عالجوا الأصوات محصورةً بالميزان الصرفيّ.. وعلماء القراءات قد انحازوا إلى رواية النص القرآنيِّ وضبط حروفه المنقولة تواتراً..أما علماء التجويد فقد نظروا إلى أصوات اللغة نظرةً أشمل وأعمق، فجاء عملهم شاملاً لكل شاردةٍ وواردةٍ في مجال الصوت.. والصوت فقط، فكان موضوعهم تحقيق اللفظ وتجويده!

ثم تأمل منهجية علم القراءات فإنكَ ستجد كتبها كتب رواية، فهكذا قرأ النبي- صلى الله عليه وسلم- وإن قُعدت قواعد لهذا العلم، فربما تجد استثناءاتها كثيرة؛ لأن الأصل عندهم هو الرواية، ولا مجال للاجتهاد هنا!

أما علم التجويد فهو يحوي الرواية والدراية.. فهو تقعيدٌ لكيفية قراءة النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولذلك انقسم التجويد إلى قسمين: علمٌ نظريّ وهو الذي بحثنا نشأته قبل قليل، وعلمٌ عمليٌّ تطبيقيّ!

فأما العلم العمليُّ التطبيقيّ، فقد نشأ- كما سبق وقلنا- مع القرآن، نزل القرآن مجوّداً، وكان القراء يقرؤونه بأصوله وكيفياته كما قرأها النبي- صلى الله عليه وسلم-، بل ويعتنون غاية الاعتناء بتجويد الحروف وإعطائها حقوقها منذ عصر الصحابة، وحتى الآن..كان سندهم في ذلك الأصول التي نطق بها العرب لغتهم، يعرضونها على الرواية المتواترة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فيأخذون ما وافقها!

فلما أتى علماء التجويد.. قعَّدوا القواعد، لتساعد المتعلمين- وفيهم العجم، ومن التبست عربيته- على الضبط والإتقان لهذا العالم الصوتيِّ البديع!(Cool



أصول علم التجويد وقواعده إذن كانت موجودة في الكلام العربي , يحرص عليها القراء ويعتمدون عليها في قراءتهم وإقرائهم، وإن لم تكن مدونة، شأنها في ذلك شأن قواعد النحو والصرف التي استنبطها علماء العربية في وقت لاحق .



*********************





--------------------------------------------------------------------------------

(1) مبحث علم التجويد

(2) أهمية علم التجويد

(3) حدّ علم التجويد

(4) استمداده

(5) مسائله

(6) موضوعه

(7) غايته

(Cool لمزيدٍ من التفصيلات عن النشأة راجع كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور / غانم قدوري الحمد، فمنه اقتبسنا .

م.ق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amelmoslima.ahlamontada.com
 
زينة التلاوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أمل المسلمة النسائية :: منتديات أمل المسلمة النسائية للعلوم الشرعية :: القرأن الكريم :: التجويد-
انتقل الى: