وسط حفاوة وترحيب فلسطيني وغضب ودهشة "إسرائيلية" واستياء "فتحاوي"، استطاع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كسر عزلة حكومة حركة حماس في غزة يوم الثلاثاء وتحطيم الحصار المفروض على القطاع من خلال زيارة رسمية تاريخية قدم فيها مساعدات مالية كبيرة، لأهالي غزة.
وبعد استقبال الأمير القطري، قال هنية في كلمة القاها في موقع مدينة جديدة تبنيها قطر "انت اليوم تعلن من خلال هذه الزيارة التاريخية كسر "حصارا اقتصاديا وسياسيا على قطاع غزة يفرضه عدو قاس يريد به إخضاع الفلسطيني".
ووصفت قطر الزيارة بانها لفتة إنسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار تمولها الامارة، وبعد تخصيص 250 مليون دولار لهذه المشاريع في بادئ الامر اعلن هنية وهو يبتسم انه تم زيادة المبلغ الى 400 مليون دولار.
زيارة أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة برفقة عقيلته الشيخة موزة بنت المسند ورئيس وزرائه حمد بن جاسم ال ثاني، اعتبرتها حركة حماس نصر سياسي كبير، وفتح اقتصادي مبين بتدشين عدة مشاريع مولتها قطر بقيمة ربع مليار دولار، تشمل افتتاح مدينة الشيخ حمد السكنية في خانيونس، ثم وضع حجر الأساس لتعبيد شارع صلاح الدين الرئيس في القطاع، ثم تدشين مستشفى الأطراف الاصطناعية.
وفي الوقت الذي كان يتجول فيه الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بغزة، كانت "إسرائيل" تعبر عن غضبها واستغرابها للزيارة من خلال مسئوليها ووسائل إعلامها، حيث قال متحدث الخارجية إن أمير قطر "ألقى بالسلام تحت عجلات الحافلة" من خلال قراره دعم منظمة "إرهابية" تنغص حياة "الإسرائيليين" والفلسطينيين على حد سواء" في إشارة إلى حركة حماس، معتبرا أن الزيارة تدخلا في الخلافات الفلسطينية الداخلية وأن أمير قطر يختار دعم حماس بالذات، وهو ينضم بذلك إلى "معسكر المتطرفين العنيفين"، بحد زعمه.
وأخذ المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يحرض الجانب الآخر في الضفة الغربية قائلا إن الأمير "لم يشرف السلطة الفلسطينية بزيارة"، وقد أعربت السلطة برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية والمدعومة من الغرب عن أملها في ألا تقوض الزيارة جهود المصالحة الفلسطينية أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو الأمر الذي تنفيه بشدة حركة حماس.
وتحدثت الصحف الإسرائيلية عما أسمته "مخاوف السلطة الفلسطينية" من أن تدعم الزيارة التي قام بها أمير قطر للقطاع مكانة حماس في صفوف الفلسطينيين، وربما أيضا في الساحات العربية والإسلامية والدولية.
كما انتقدت غياب الرئيس عباس – رغم أنه رحب بها - عن استقبال الأمير معتبرة أنه "ضربة قاسية" لادعائه بأنه هو الزعيم الشرعي والمنتخب للفلسطينيين.
لكن أمير قطر شدد على ضرورة تطبيق اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغريبة وقطاع غزة, مؤكدا أن الواقع الفلسطيني يحتم ذلك لأن الانقسام مصدر الضرر الأكبر للقضية الفلسطينية.
هذا الأمر ذهب إليه محللون حيث إن "زيادة دور قطر في غزة يمكن ان يزيد من نفوذها في تحقيق المصالحة".
وزيارة الشيخ حمد هي الأولى لزعيم عربي للقطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، وسيطرتها على القطاع عقب اقتتال مع حركة فتح منتصف 2007، كما أنها الثانية له للقطاع بعدما زاره عام 1999 واستقبله حينها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكانت حينها أول زيارة من نوعها لزعيم عربي بهذا المستوى منذ 1967.
وبعد انتهاء الزيارة التي استغرقت عدة ساعات حققت نصرا كبيرا لأهالي قطاع غزة المحاصرين والمكبلين، يأمل هؤلاء في ألا تكون هذه الزيارة الأولى والأخيرة لحاكم عربي لهم، فهم يريدون مزيد من الاعتراف وكسر العزلة وتحطيم الحصار من جانب رؤساء عرب وإسلاميين فهذا هو الدعم الحقيقي.. وننتظر لنرى من سيلحق بأمير قطر في ركب فك الحصار عن غزة؟؟