دروس العقيدة

موضوع: دروس العقيدة الخميس ديسمبر 20, 2012 11:35 am

اسم الكتاب : أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الفرقة الناجية المنصورة
الاسم المشهور : 200 سؤال و جواب فى العقيدة
المؤلف : الشيخ حافظ بن أحمد بن على الحكمى
ولد 1342 هجريا و توفى 1377 هجريا
مات صغيرا و عمر 35 سنة رحمه الله
الكتاب يحتوى على 223 سؤال تشمل أبواب العقيدة بصورة مبسطة

و نبدأ بعون الله السؤال الأول
ما أول ما يجب على العباد ؟
أول ما يجب على العباد
معرفة الأمر الذى خلقهم الله له
و أخذ عليهم الميثاق به
قال الله تعالى : "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " الأعراف : (172)

السؤال الثانى
ما هو ذلك الأمر الذى خلق الله الخلق لأجله ؟
خلق الله عز و جل الخلق لعبادته و توحيده
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "( الذاريات :56 )

السؤال الثالث
ما معنى العبد ؟
العبد إن أريد به المعبد أى المذلل المسخر فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات
و إن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين

السؤال الرابع
ما هى العبادة ؟
العبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة و البراءة مما ينافى ذلك و يضاده.
شرح مبسط
هذا التعريف هو تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية للعبادة.
و يقصد به أن العبادة اسم يشمل عدة أشياء
فهو يشمل كل ما يحبه الله و كل ما يرضى عنه الله
سواء من الأقوال مثل الذكر و قراءة القرآن
أو الأعمال الظاهرة مثل الصلاة و الحج و الزكاة
أو الأعمال الباطنة مثل التوكل و الاستعانة و الاستغاثة بالله و الخشية و الرجاء .......
و كل هذه من العبادات لأن الله يحب ذلك و يرضاه
و لا يكفى ذلك بل يجب التبرؤ مما ينافى ذلك و يضاده
مثال أن نتبرأ من ترك الصلاة و الصيام و الحج و نتبرأ من التوكل على غير الله أو الاستغاثة بغير الله ........ و هكذا

السؤال الخامس
متى يكون العمل عبادة ؟
يكون العمل عبادة بالمعنى الشرعى إذا كمل فيه شيئان : و هما كمال الحب مع كمال الذل.
قال الله تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ "( البقرة : 165 )
فهذا هو كمال الحب
و يقول تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ " ( المؤمنون : 57 )
و هذا هو كمال الذل
و قد جمع الله تبارك و تعالى بين ذلك فى قوله : " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " ( الأنبياء : 90 )

السؤال السادس
ما علامة محبة العبد ربه عز و جل ؟
علامة ذلك أن يحب ما يحبه الله تعالى و يبغض ما يسخطه , فيمتثل أوامره , و يجتنب مناهيه , و يوالى أولياءه و يعادى أعداءه ’ و لذا كان أوثق عرى الإيمان الحب فى الله و البغض فى الله.

السؤال السابع
بماذا عرف العباد ما يحبه الله و يرضاه؟
عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل, و إنزاله الكتب آمرا بما يحبه الله و يرضاه, وناهيا عما يكرهه و يأباه, و بذلك قامت عليهم الحجة.
قال الله تعالى : " رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " ( النساء : 165 )

السؤال الثامن
كم شروط العبادة ؟
شروط العبادة أربعة:
1-التوحيد: فلا تقبل من كافر.
2-صدق العزيمة: و هو شرط فى وجودها.
3-إخلاص النية.
4-موافقة الشرع:أى الاتباع
و الأول و الثالث و الرابع شروط فى قبولها.

السؤال التاسع
ما هو صدق العزيمة ؟
هو ترك التكاسل و التوانى و بذل الجهد فى أن يصدق قوله بفعله.
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) " ( الصف 2-3 )

السؤال العاشر
ما معنى إخلاص النية ؟
هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله و أعماله الظاهرة و الباطنة ابتغاء وجه الله تعالى
قال الله عز و جل : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ....." ( البينة : 5 )

السؤال الحادى عشر
ما هو الشرع الذى أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ؟
هى الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام
قال الله تعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً " ( النساء : 125 )

السؤال الثانى عشر
كم مراتب دين الإسلام ؟
هو ثلاث مراتب : الإسلام و الإيمان و الإحسان و كل واحد منها إذا أُطلق شمل الدين كله .
و الدليل حديث عمر رضى الله عنه " بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ . فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

السؤال الثالث عشر
ما معنى الإسلام ؟
معناه الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله
قال الله تعالى : " وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " ( لقمان : 22 )
و قال الله عز و جل : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) " ( الزخرف : 26-27 )

السؤال الرابع عشر
ما الدليل على شمله الدين كله عند الإطلاق ؟
قال الله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ " ( ال عمران : 19 )
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيْبَاً وَ سَيَعُوْدُ غَرِيْبَاً كَمَا بَدَأَ "
أخرجه مسلم فى الإيمان من حديث أبى هريرة.
و قال صلى الله عليه و آله و سلم : " أَفْضَلُ الْإِسْلَامِ إِيْمَانٌ بِالَّلَهِ "
أخرجه البخارى فى الإيمان.

السؤال الخامس عشر
ما الدليل على تعريف الإسلام بالأركان الخمسة عند التفصيل ؟
الدليل قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَ إِقَامِ الصَّلاةِ، وَ إِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَ حَجِّ البِيْتِ، وَ صَوْمِ رَمَضَانَ) رواه البخاري و مسلم .

السؤال السادس عشر
ما محل الشهادتين من الدين ؟
لا يدخل العبد فى الدين إلا بهما.
قال الله تعالى : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " ( النور : 62 )
و عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَ يُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَ حِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى ) رواه البخاري ومسلم

السؤال السابع عشر
ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ؟
الأدلة عليها أكثر من أن تحصى من كتاب الله و سنة رسوله , و كيف لا و ما أرسلت الرسل إلا لأجلها.
و لكننا نتخير هذه الآية العظيمة و هى قول الله عز و جل : " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ( ال عمران : 18 )
قال العلماء هذه أشرف شهادة لأنها شهادة الله بنفسه لنفسه و على نفسه

السؤال الثامن عشر

ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟

معناها نفى استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله و إثباتها لله عز و جل وحده لا شريك له فى عبادته كما أنه لا شريك له فى ملكه .
قال الله عز و جل : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ " ( الحج : 62 )
و قدر العلماء فى" لا إله إلا الله " خبرا محذوفا تقديره لا إله حق إلا الله و ذلك لتعدد الإلهة الباطلة .
و قال العلماء شهادة التوحيد ركنان هما :
نفى " لا إله " , و إثبات " إلا الله "
و لابد من تحقيق الركن الأول أولا ثم الركن الثانى أى الكفر بجميع الآلهة قبل الإيمان بالله مصداقا لقول الله عز و جل : " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ( البقرة : 256 )

السؤال التاسع عشر
ما هى شروط لا إله إلا الله التى لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه ؟
الأول العلم بمعناها نفيا و إثباتا
الثانى استيقان القلب بها
الثالث الانقياد لها ظاهرا و باطنا
الرابع القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها و مقتضياتها
الخامس الإخلاص فيها
السادس الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط
السابع المحبة لها و لأهلها و الموالاة و المعاداة لأجلها
و أضيف على كلام الشيخ
قيل للحسن أن ناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال من قال لا إله إلا الله فأدى حقها و فرضها دخل الجنة
و قال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال بلى , و لكن ما من مفتاح إلا و له إسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إلا لم يفتح لك .

السؤال العشرون
ما دليل اشتراط العلم من الكتاب و السنة ؟
قول الله عز و جل : " وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ " أى بلا إله إلا الله " وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ( الزخرف : 86 ) بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " .

السؤال الحادى و العشرون
ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب و السنة ؟
قول الله عز و جل : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ " ( الحجرات : 15 )
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ ، فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ ، حَتَّى هَمَّ أَحَدُهُمْ بِنَحْرِ بَعْضِ حَمَائِلِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنَ الْأَزْوَادِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَفَعَلَ ، فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ ، فَدَعَا حَتَّى إِنَّهُمْ مَلَئُوا أَزْوَادَهُمْ ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرُ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
و قول النبى صلى الله عليه و سلم لأبى هريرة : " اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا مِنْ قَلْبِهِ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ "

السؤال الثانى و العشرون
ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب و السنة ؟
قال الله تعالى : " وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " ( لقمان : 22 )
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه

السؤال الثالث و العشرون
ما دليل اشتراط القبول من الكتاب و السنة ؟
قال الله عز و جل فى شأن من لم يقبلها " احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) " ( الصافات : 22 - 36 )
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا . وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ . فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "
في هذا المثل الذي ضربه النبي فقال (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ) الغيث : يعني المطر ، فكانت هذه الأرض ثلاثة أقسام : قسم رياض : قبلت الماء ، وأنبتت العشب الكثير والزرع ، فانتفع الناس بها ، وقسم آخر قيعان : أمسكت الماء وانتفع الناس به فاسقوا مه ورووا منه ، والقسم الثالث : أرض سبخة : ابتلعت الماء ولم تنبت الكلأ .

فهكذا الناس بالنسبة لما بعث الله به النبي من العلم والهدى ، منهم من فقه في دين الله ، فعلم وعلم ، وانتفع الناس بعلمه. وانتفع هو بعلمه، وهذا كمثل الأرض لتي أنبتت العشب والكلأ فأمل الناس منها ، وأكلت منها مواشيه .

والقسم الثاني : في قوم حملوا الهدى ، ولكن لم يفقهوا في هذا الهدى شيئاً ، بمعنى أنهم كانوا رواة للعلم والحديث ، لكن ليس عندهم فقه ، فهؤلاء مثلهم مثل الأرض التي حفظت الماء ، واستقى الناس منه ، وشربوا منه ، لكن الأرض نفسها لم تنبت شيئاً ؛ لأن هؤلاء يروون أحاديث وينقلونها ، ولكن ليس عندهم فيها فقه وفهم .

والقسم الثالث : من لم يرفع بما جاء به النبي من العلم والهدى رأساً ، وأعرض عنه ، ولم يبال به ، فهذا لم ينتفع بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ، ولم ينفع غيره ، فمثله كمثل الأرض التي بلعت الماء ولم تنبت شيئاً .

السؤال الرابع و العشرين
ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب و السنة ؟
قال الله تعالى : " أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " ( الزمر : 3 )
و قال تعالى : " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ " ( الزمر : 2 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوْلَى مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ ، إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِلْبِه " .
و عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضي الله عنه- قال : قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله " البخاري و مسلم

السؤال الخامس العشرين
ما دليل الصدق من الكتاب و السنة ؟
قال الله تعالى : " الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " ( العنكبوت : 1-3 )
و فِى حِدِيثِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرِهِ ، وَمَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَدِيفَهُ عَلَى الرَّاحِلَةِ ، فَقَالَ : " يَا مُعَاذُ " ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، ثَلاثًا ، قَالَ : " مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ ، إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ " ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا ، قَالَ : " إِذًا يَتَّكِلُوا " ، وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ .
أخرجه البخارى و مسلم .
و عن طلحة بن عبيد الله قال: ‏"‏جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نَفْقَهُ ما يقول‏،‏ حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "خمس صلوات في اليوم والليلة"‏، فقال‏:‏ هل عليَّ غيرُهُنَّ‏؟‏ قال‏:‏ "لا، إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ، وصيام شهر رمضان"، فقال‏:‏ هل علي غيره‏؟‏ قال‏:‏ "لا، إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ‏"،‏ وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال‏:‏ هل علي غيرُها‏؟‏ قال‏:‏ "لا، إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ"، فأدبر الرجل وهو يقول‏:‏ والله لا أَزيدُ على هذا ولا أَنْقُصُ منه‏،‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏ "أفلح إن صدق".
أخرجه البخارى و مسلم .